Saturday, January 1, 2011

خواطر قديمة 1

لا أعرف ماذا أقول...فكل شئ هنا لا تستطيع بعض الكلمات وصفه وإن وصفناه ببعض الكلمات فمن يقرأ هذه الكلمات يخيل إليه أنها مجرد خيال كاتب أو هلوسة فكرية لشخص مريض نفسيا. ولكن من يعيش هنا يوما واحدا بل يعيش أقل من اليوم سيتأكد أن كل ما يلقاه الإنسان من ضغوط نفسية وعصبية ليست إلا ترفيه تمن به الطبيعة على من يحيا خارج هذه الجدران ؛ ويتأكد أن الضغوط النفسية والعصبية هى بالفعل تلك الضغوط التى نلاقيها فى هذا المكان الأشبه بالمعتقلات المقنعة التى تختلط فيها الحرية بالأسر ويختلط فيها القيد بالأساور الذهبية كتلك التى تتزين بها النساء.....

اريد أن أعرف وأريد أن يجيبنى أحد بصراحة هل من المعقول أن نحسد السجين على سجنه وفقدان حريته...ليست فقدان حرية الحركة فقط بل فقدان حرية الفكر أيضا...وهذه هى الكارثة التى لا يعلمها الكثير من الناس. فكيف تحسد الناس العصفور على فقدان ريشه وصوته؟!!!!!.أيستطيع أحد أن يجيبنى أم لا تريدون إزاحة ذلك الستار من على أعينكم لتواجهوا الحقيقة التى طالما هربتم منها و لا تريدون أن تزيلوا الستار حتى لا تتكشف أمام أعينكم ويظهر أمامكم ضعفكم وجبنكم وخوفكم من تغيير الواقع الخاطئ الذى نعيشه وترضون به كأنه من المسلمات التى التى خلقنا فوجدناها ولا أحد يجرؤ على أن يقول أن هذا الوضع من صنعنا نحن و نحن من يجب عليهم تغييره و على الأقل تعديله حتى يقبله العقل والمنطق. ولكن من هذا الرجل الذى يستطيع أن يفعل ذلك وإن فعل فإنه حتما سيرتطم رأسه بحائط المجتمع السلبى الذى لا يريد أن يغير ولا يريد أن يتغير. 

فكم حاولت ان أقنع من حولى بأن ذلك الواقع لابد من تغييره ولكنهم رفضوا و سلموا أنفسهم وفكرهم إلى الأمر الواقع لكى يتلاعب بهم كيفما يريد بل والأدهى من ذلك أنهم يسخرون ممن يفكر - مجرد تفكير - فى تغيير الوضع القائم يسخرون كسخرية الفجار من الأنبياء ولا يريدون ان يعملوا عقولهم التى لا أقول سلبت منهم ولكن أقول باعوها أو تخلصوا منها بشكل ما حتى لا يفكروا ولا يعيوا أنفسهم فى التفكير ويستمروا فى السخرية ويستمر الوضع كما هو دون تغيير  أو تعديل وكلما مر الوقت ومر الزمن يتأصل الوضع وتمتد جذور الخطأ لكى تثبت نفسها فى أرض حياتنا وكلما نادى أحد بالتغير يقول السلبيون هذا ما ألفينا عليه أباءنا.أولم يفكروا يوما أن أبائهم ربما كانوا خاطئين أم أبائهم قد أنجبوهم بدون عقول تزن الأمور وتمنطق الأشياء.

فياليت كلامى يفيد وياليتنى متنبى هذا العصر أسمع كلامى من به صمم ولكنى قادم من زمن غير الزمن,من مكان غير المكان واتكلم مع أناس لا يملكون جهازا سمعيا أو بصريا فهم مغيبون تماما, ينظرون إلى الأشياء ببلاهة غريبة وطبعا أكون أنا من ينظر ببلاهة وذلك قطعا لأختلاف نظرتى عن نظراتهم.

وأخيرا أتمنى أن أجد من يساعدنى أو على الأقل يقتنع بكلامى حتى لا أجن أو حتى لا تقع الكارثة ,انظر إلى الأشياء مثلما ينظرون وأتغير أنا وليس الوضع الخاطئ وأصبح جزءا منه...

فادعوا الله لى أن أموت قبل هذا أو أدرك الوضع الصحيح الذى طالما انتظرت قدومه وإلى الأن لم أدركه

 مصر
25-10-2004

No comments:

Post a Comment