Friday, January 7, 2011

خواطر قديمة 2

ماذا أريد؟.أيوجد من يستطيع أن يجيب على هذا السؤال غيرى؟ أتمنى أن يوجد شخص يحدد ماذا افعل فى ما أنا بصدده من مشكلة لم تكن أبدا متوقعة فى هذا التوقيت الغريب الغير متوقع بالمرة. ففجأة ودون مقدمات جاءنى ما كنت أخاف أن يحدث و بطريقة لم تكن فى الحسبان وهذا ما زاد الأمور تعقيدا. فربما لو حدث بطريقة ما متوقعة نسبيا لأختلف الأمر وأستطعت أن أحدد ماذا أريد.

ما اصعب الإجابة عن سؤال أحيانا كنت أتمناه أن يسأل وأحيانا اخرى كنت أخاف من سؤاله ولكنه الأن قد أصبح امرا واقعا وليس تنبئا وقد حان فعلا وقت الإجابة عليه ولكن ما هى الإجابة؟!. ايستطيع أحد فى مثل مكانى ومثل ظروفى ان يجيب بنعم ويبدأ رحلة المجهول التى طالما كان يتوقع حدوثها ولكن مع اشخاص أخرين وبفكر مختلف, أم يجيب بـ "لا" ويخسر كل شئ قد اكتسبه على مدى ثلاث سنوات كاملة, سنوات تعد على الإطلاق أحلى سنين العمر التى عشتها بكل ما فيها من ألام وأحلام وأوهام ومواقف محرجة وأخرى تدعو للموت ضحكا وابدأ فى رحلة التحسر عليهم مع زيادة ما فيه أنا من ألام وحسرة.

ولكن قبل الإجابة على ذلك السؤال هنالك سؤال أخر يجب الإجابة عليه أولا، هل أنا فعلا استطعت النسيان وإنهاء كل ما بداخلى من شعور بالحنين والشوق والتمنى أم أن هذا الشعور ما زال بداخلى ولو بقايا منه. فأنا لا أستطيع أيضا الإجابة على هذا السؤال بصراحة فكما أعتقد أن الوقت الذى مر لم يكن كافيا على الإطلاق لأستطيع النسيان أم كما يقول بعض ان الناس أن الإجابة على السؤال الأول ستجعلنى أنسى كل شئ والبدء من جديد فى رحلة أخرى. فهذا قد يدمر ما تبقى من حياتى وأظن أنه سيدمر حياة إنسان أخر بأكملها.

ولا أستطيع الإنكار بأنى أحتاج بشدة الإجابة بنعم لكى يحدث لى نوعا من الأتزان النفسى الذى قد فقدته منذ قدومى إلى هنا وأجد من أشكو له ويسمعنى بأذن غير اذن الصديق ومع أحتياجى الشديد لذلك فلا أستطيع أن أظلم أحدا وخاصة أننى لم أستطع تحمل ظلم الناس لى فكيف بالأخرين أن يتحملوا ظلمى لهم وجرحى الذى لا أقول سأجرحهم  ولكن أؤكد أنى سأزيد الجرح جرحا ويصبح غائرا أكثر مما يستطيع البشر أن يتحمله.

أتمنى لو أستطيع الإجابة بنعم ولكن لا أحد يعلم أو يضمن ما قد يحدث غدا وفى نفس الوقت لا أستطيع الإجابة بلا لأنى وبكل بساطة لا اريد ان أخسر شيئا من أغلى الأشياء التى اكتسبتها طوال حياتى ولا أريد أن أسبب الجرح لأحد جرحا لم أستطع تحمله بل سيكون جرحه أكثر إيلاما لأنه سيفقده كرامته.

 فبالله عليكم من يستطيع الإجابة على هذان السؤالان فيبلغنى ما هى الإجابة وماذا أفعل وكيف ابلغ الإجابة إلى من يريد أن يسمعها ويريحنى من االحيرة

مصر
27-11-2004

Saturday, January 1, 2011

خواطر قديمة 1

لا أعرف ماذا أقول...فكل شئ هنا لا تستطيع بعض الكلمات وصفه وإن وصفناه ببعض الكلمات فمن يقرأ هذه الكلمات يخيل إليه أنها مجرد خيال كاتب أو هلوسة فكرية لشخص مريض نفسيا. ولكن من يعيش هنا يوما واحدا بل يعيش أقل من اليوم سيتأكد أن كل ما يلقاه الإنسان من ضغوط نفسية وعصبية ليست إلا ترفيه تمن به الطبيعة على من يحيا خارج هذه الجدران ؛ ويتأكد أن الضغوط النفسية والعصبية هى بالفعل تلك الضغوط التى نلاقيها فى هذا المكان الأشبه بالمعتقلات المقنعة التى تختلط فيها الحرية بالأسر ويختلط فيها القيد بالأساور الذهبية كتلك التى تتزين بها النساء.....

اريد أن أعرف وأريد أن يجيبنى أحد بصراحة هل من المعقول أن نحسد السجين على سجنه وفقدان حريته...ليست فقدان حرية الحركة فقط بل فقدان حرية الفكر أيضا...وهذه هى الكارثة التى لا يعلمها الكثير من الناس. فكيف تحسد الناس العصفور على فقدان ريشه وصوته؟!!!!!.أيستطيع أحد أن يجيبنى أم لا تريدون إزاحة ذلك الستار من على أعينكم لتواجهوا الحقيقة التى طالما هربتم منها و لا تريدون أن تزيلوا الستار حتى لا تتكشف أمام أعينكم ويظهر أمامكم ضعفكم وجبنكم وخوفكم من تغيير الواقع الخاطئ الذى نعيشه وترضون به كأنه من المسلمات التى التى خلقنا فوجدناها ولا أحد يجرؤ على أن يقول أن هذا الوضع من صنعنا نحن و نحن من يجب عليهم تغييره و على الأقل تعديله حتى يقبله العقل والمنطق. ولكن من هذا الرجل الذى يستطيع أن يفعل ذلك وإن فعل فإنه حتما سيرتطم رأسه بحائط المجتمع السلبى الذى لا يريد أن يغير ولا يريد أن يتغير. 

فكم حاولت ان أقنع من حولى بأن ذلك الواقع لابد من تغييره ولكنهم رفضوا و سلموا أنفسهم وفكرهم إلى الأمر الواقع لكى يتلاعب بهم كيفما يريد بل والأدهى من ذلك أنهم يسخرون ممن يفكر - مجرد تفكير - فى تغيير الوضع القائم يسخرون كسخرية الفجار من الأنبياء ولا يريدون ان يعملوا عقولهم التى لا أقول سلبت منهم ولكن أقول باعوها أو تخلصوا منها بشكل ما حتى لا يفكروا ولا يعيوا أنفسهم فى التفكير ويستمروا فى السخرية ويستمر الوضع كما هو دون تغيير  أو تعديل وكلما مر الوقت ومر الزمن يتأصل الوضع وتمتد جذور الخطأ لكى تثبت نفسها فى أرض حياتنا وكلما نادى أحد بالتغير يقول السلبيون هذا ما ألفينا عليه أباءنا.أولم يفكروا يوما أن أبائهم ربما كانوا خاطئين أم أبائهم قد أنجبوهم بدون عقول تزن الأمور وتمنطق الأشياء.

فياليت كلامى يفيد وياليتنى متنبى هذا العصر أسمع كلامى من به صمم ولكنى قادم من زمن غير الزمن,من مكان غير المكان واتكلم مع أناس لا يملكون جهازا سمعيا أو بصريا فهم مغيبون تماما, ينظرون إلى الأشياء ببلاهة غريبة وطبعا أكون أنا من ينظر ببلاهة وذلك قطعا لأختلاف نظرتى عن نظراتهم.

وأخيرا أتمنى أن أجد من يساعدنى أو على الأقل يقتنع بكلامى حتى لا أجن أو حتى لا تقع الكارثة ,انظر إلى الأشياء مثلما ينظرون وأتغير أنا وليس الوضع الخاطئ وأصبح جزءا منه...

فادعوا الله لى أن أموت قبل هذا أو أدرك الوضع الصحيح الذى طالما انتظرت قدومه وإلى الأن لم أدركه

 مصر
25-10-2004